الإثنين 6 يناير 2014
كتب مدير تحرير الأهرام سمير الشحات فى أول يوم بالعام الجديد مقالا بعنوان "2014 فرصتنا الأخيرة" يدعو فيه للتصويت بنعم للدستور لتبقى مصر التى هى أنا وأنت وهى شرف ابنتى وابنتك!! وكما يقول المثل الشعبى (همّ يضحك وهمّ يبكى).. عن أى شرف يتحدث الانقلابيون؟ هل يقصدون بالشرف ما قاله قيادى بحزب الزور (النور سابقا) بأن نساء الإخوان يتحرشن بالرجال وبالشرطة، وهو أمر ليس غريبا عنهم فلم نفقد الذاكرة بعد وفضائح البلكيمى وونيس لم ننسها وما خفى كان أعظم. ومن شرف حزب النور الذين حرموا العام الماضى تهنئة الأقباط بأعياد الميلاد وفى 3 يوليو الماضى جلس زعيمهم مع بابا الأقباط للانقلاب على أول رئيس مسلم حافظ للقرآن! ومن الشرف أيضا قولهم فى نهاية العام أن (الكريسماس) ليس خاصا بالنصارى بل هو بداية للعام الجديد! وننتقل إلى شرف بعض إعلاميى الانقلاب فمنهم من تمنت الزواج من السيسى وأن تكون جارية له بل وأكدت: بس انت تغمز بس.. وكاتب آخر قال للسيسى تزوجنى!! وهو الذى كتب محرضا على قتل الإخوان وإبادتهم وإبادة من يتعاطف معهم ولو بمصمصة الشفاه وأنهى مقالته "بشرف" عظيم قائلا: اللهم قد حرّضت اللهم فاشهد. ونصل لشرف الانقلابيين الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها رفضا لدستور 2012 الذى تم انتخاب لجنته من ممثلين للشعب وهللوا "بأريحية" غير مسبوقة لدستور أعلنت ممثلة أنها تضمن التصويت عليه بشعبيتها، وقالت أخرى من يقول لا على الدستور فهو غير أمين على مصر! وسمح لهم "شرفهم" وضع الوطن تحت البيادة فى دستور يضمن للعسكر الهيمنة على البلاد فى سوابق لم تعرفها حتى أكثر البلدان تخلفا، فتم تحصين وزير الدفاع والمؤسسة العسكرية والمحكمة الدستورية، "واستباحة" المصريين وهم الذين أيدوا وثيقة السلمى التى قاومها الإخوان والإسلاميين ورفضوها وأسقطوها بفضل الرحمن بالطبع. كم تصدوا لمحاولات فرض طنطاوى رئيسا للبلاد من خلال المحاولات الساذجة "النابعة من شرفهم" بمطالبته بأن يرتدى ملابس مدنية وتظهر صورته بالبدلة "فينسى" المصريون أنه رجل مبارك العسكرى ويسارعون بانتخابه. وهنا ارتبط شرفهم بامتهان العقول. ومن شرف الانقلابيين إزعاجنا بالضجيج حول مواد يجب تعديلها فى دستور 2012 وإذا بهم بكل شرف يدعون المصريون للتصويت على وثيقتهم المسماة زورا بالدستور رغم ما بها من عيوب أو كما قال "المناضل" محمد أبو الغار: الدستور كله عك ولازم نوافق عليه حتى لا يشمت بنا الإخوان. ومن الشرف ادعاء بعضهم أن تحصين وزير الدفاع وبقائه فى منصبه 8 سنوات وفقا للدستور لا يتعارض مع إمكانية عزله!! ويتجلى شرف الانقلابيين فى التخويف من الإرهاب الأسود الذى سينقض على مصر فى حالة رفض الدستور.. ولم يخبرونا بألوان أخرى من الإرهاب غير اللون الأسود فربما اقتنع بها المصريون. ومن الشرف تكميم الأفواه والقبض على إخوان "زعموا" أن معهم "منشورات" تدعو لرفض الدستور وهم الذين ملأوا الدنيا صراخا والجدران كتابة تدينهم لرفض ما أطلقوا عليه دستور الإخوان، أو دستور أم أيمن أو دستور الخرفان.. واستغلوا "الشرف" الحقيقى للإخوان عندما كانوا فى الحكم وسمحوا بمساحات واسعة لمعارضتهم ومعارضة الدستور فى كافة وسائل الإعلام المملوكة للشعب وكذبوا وبالغوا فى الافتراءات، ومنها أن الدستور يسمح بزواج الفتاة قى سن التاسعة ويبيع مصر ويقسمها. ومن شرف الانقلابيين ما صرح به أحد منظريهم –معتز بالله عبد الفتاح بأن الدستور "كده كده سيمر" سواء وافق عليه الشعب أم رفضه. ومن أدلة شرف الانقلابيين إلغاء عقول المصريين والاعتماد على الراقصات والمغنيين فى الدعاية لدستورهم (اللقيط) وإغراق الشوارع باللافتات التى تدعو إلى الموافقة على الدستور وبأنها تعنى نعم لثورة 30 يونيو ثم ثورة 25 يناير.. ويتناسون أن المصريين الذين سيشاهدون زوجة أحمد عز تقدم برنامجا فى قناة الحياة المملوكة للسيد البدوى بعنوان "مكتسبات الثورة" أفاقوا ولن يذهبوا للتصويت على برنامج أعده "بانجو" وشركاؤه.. وسيرد المصريون بالحفاظ ليس على شرف البنات فقط اللاتى تم احتجازهن بالأقسام ومحاصرتها حتى يتم الإفراج عنهن ولكن بتلقين كل من تعدى على "شرف" الوطن وأسهم بالانقلاب دروسا قاسية ليتجرعوا ما تبقى لهم فى الحياة المرارة والحسرة وليأكلهم الندم وليفترسهم الحقد وهم يرون المصريين يشقون طريقهم للعيش بحرية وكرامة ويستمتعون بالعزة التى يعرفها من "أسعدهم" الرحمن بالإيمان الحقيقى ولا يفكرون فى الانحناء "أبدا" إلا للخالق عز وجل ويتبرأون من المواطنين "الشرفاء" الذى يستبيحون الوطن لتلبية أغراضهم الدنيئة ويواجهونهم بما يستحقون ولسان حالهم يقول: وإن عدتم عدنا. فاطمة عبد الله |