المنتدي الإخباري الإسلامي
اهلا بك زائرا وقارئا وناقدا نشطا دون اسفاف وعضوا نشطا ايضا ونرحب بزياراتكم ومقترحاتكم واستفساراتكم
المنتدي الإخباري الإسلامي
اهلا بك زائرا وقارئا وناقدا نشطا دون اسفاف وعضوا نشطا ايضا ونرحب بزياراتكم ومقترحاتكم واستفساراتكم
المنتدي الإخباري الإسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدي الإخباري الإسلامي

منتدي يهتم بالعلوم الدينية الاسلامية والاخبار الاسلامية والعامة وكافة الشئون الاسلامية
 
موضوعالرئيسيةالبوابةصورة علي عبدالله عليأحدث الصوردخولالتسجيل
المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com -المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com - المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com - المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com -
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» لن تصدق.. الشيخ حازم أبو إسماعيل تنبأ بأحداث 3 يوليو تماما كما وقعت !!
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:21 pm من طرف Admin

»  السيسي استخدم أسلحة محرمة دولياً وحفر مقابر جماعية لاخفاء جثث رابعة
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:11 pm من طرف Admin

» البنتاجون يستدعى ثلاثه من قادة المجلس العسكرى بعد استشعار الحرج من فشل.
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:05 am من طرف Admin

» أحرار تعلن عودتها للتمهيد لثورة 25 يناير
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:03 am من طرف Admin

» الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 8:10 pm من طرف Admin

» غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 4:17 pm من طرف Admin

» ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 3:46 pm من طرف Admin

» مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:22 am من طرف Admin

» في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:18 am من طرف Admin

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



لن تصدق.. الشيخ حازم أبو إسماعيل تنبأ بأحداث 3 يوليو تماما كما وقعت !!
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:21 pm من طرف Admin


تعاليق: 0
السيسي استخدم أسلحة محرمة دولياً وحفر مقابر جماعية لاخفاء جثث رابعة
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:11 pm من طرف Admin




 

السبت 18 يناير 2014
كشف موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني عن مفاجأة في تقريره الأخير عن أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، مفادها أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم يفارق غرفة العمليات المركزية الا بعد الثانية …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
البنتاجون يستدعى ثلاثه من قادة المجلس العسكرى بعد استشعار الحرج من فشل.
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:05 am من طرف Admin
الجمعة 17 يناير 2014
أكد مايكل شويــر الخبير الأمنى ورئيس وحده بن لادن في جهاز CIA سابقاً .. استدعى البنتاجون اليوم ثلاثة من قادة المجلس العسكرى بالاسم للتشاور فيما بينهم بعد فشل الاستفتاء واستشعار امريكا الحرج من نتائجه …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
أحرار تعلن عودتها للتمهيد لثورة 25 يناير
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:03 am من طرف Admin







2014-01-17 15:11:48



(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره 000_12075
[rtl]أعلنت حركة أحرار نزولها واحتشادها بميدان طلعت حرب، يوم الأربعاء القادم 22 …
[/img(500px,298px):6b4e]

[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 8:10 pm من طرف Admin
الإنذار الأخير


الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
 
الأربعاء, 15 يناير 2014 - 04:18 pm
عدد الزيارات: 5216 | [rtl](2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره PrintButton طباعة[/rtl]









[url=http://elshaab.org/articles_images/15_01_2014_1163400944_789902.jpg][rtl][img(380px,321px):fc64]…[/img(380px,321px):fc64]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 4:17 pm من طرف Admin


[rtl]غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر[/rtl]
 
الأربعاء, 15 يناير 2014 - 03:44 pm
عدد الزيارات: 827 | [rtl](2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره PrintButton طباعة[/rtl]










[color][font]
كتبت: [url=http://elshaab.org/search.php?q=%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9 %d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81&term=author][rtl]فاطمة يوسف[/rtl][/url]
 و …[/img(380px,268px):e653]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 3:46 pm من طرف Admin
ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
 
الثلاثاء, 14 يناير 2014 - 07:49 pm
عدد الزيارات: 2262 | [rtl](2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره PrintButton طباعة[/rtl]









[url=http://elshaab.org/articles_images/14_01_2014_1180612133_395389.jpg][rtl][img(380px,297px):8098]…[/img(380px,297px):8098]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:22 am من طرف Admin
مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية


رصد : وكالات


13/01/2014 
23:14



قسم: عربي ودولي


روابط متعلقة
متهم , أمريكي ,مهندس , عسكرية ,وثائق 


(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره Crop,488x320,mixmedia-01132314Zu2D8
الجيش الأمريكي- أرشيفية-


إتهمت السلطات …
[/img(488px,320px):ce49]

[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:18 am من طرف Admin
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره Videoicon
في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة








 


 


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
تصويت
التمسك بطاعة الله
لا يشغلك التصفح علي النت من ان تقول دائما لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا حول ولا قوة إلا باللله رضينا بالله ربلا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلمنبيا ورسولا وان تردد دائماسبحـــان اللــــــــــه والحمـــــــد للـــه ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله واللـــه اكبر×

 

 (2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 739
نقاط حصرية : 2198
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/01/2012
الموقع : المنتدي الإخباري الإسلامي

(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره Empty
مُساهمةموضوع: (2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره   (2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره I_icon_minitimeالخميس يناير 05, 2012 11:00 pm

(2)
المسيحية ديانة موحدة
وفي الفصل الثالث من هذا الكتاب.. وتحت هذا العنوان.. ادعى كاتب هذا "المنشور التنصيري" أن "كلمة الله".. التي هي المسيح، تعني "عقل الله" وقدرته على إعلان ذاته وتنفيذ إرادته".. فالكلمة هي العقل – اللوجوس.
وفي الحوار مع هذه الدعوة نقول:
• إذا كان المسيح هو كلمة الله.. وإذا كانت الكلمة – المسيح – "تعني العقل الإلهي وقدرته على إعلان ذاته وتنفيذ إرادته".
• وإذا كان المسيح – الكلمة.. العقل – قد ولد من مريم.. فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل وبلا قدرة على إعلان ذاته وتنفذ إرادته ؟!.
وإذا قيل: إن عقل الله اتحد بالمسيح – أي بالناسوت – في رحم مريم.. فهل دخل الله بعقله في رحم مريم ؟!.. أم دخل عقله وحده رحم مريم، وبقى بلا عقل ؟!.. وإذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم – اتحاد اللاهوت والناسوت – فهل كان الله يدبر الكون، ويعلن ذاته وينفذ إرادته من داخل رحم مريم ؟!.
• وذا كان الثلاثة – الآب.. والابن.. والروح القدس– هم واحد – لا ثلاثة – مثل حرارة الشمس.. وضوئها، المتحدان بها – كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير "وحدة الثالوث".. فإن الضوء وحده لا يقوم بوظيفة الشمس.. وكذلك الحرارة وحدها لا تقوم بوظيفة الشمس.. وإنما لابد من كل مكونات الشمس: الضوء.. والحرارة وغيرها للقيام بوظائف الشمس.
لكن المسيحيين يجعلون المسيح إلها كاملا يقوم بكل وظائف الإله، حتى لقد جعلوه بديلا للآب.. فهو – عندهم – خالق كل شئ.. وبه كان كل شئ.. وبدونه لم يكن شئ.. وهو الألف والياء.. وبذلك سقط "تسويق" وحدة الثالوث، بالقياس على مكونات الشمس.
لقد تجاوزوا التثليث وتعدد الآلهة إلى الشرك، الذي حل فيه المسيح محل الله – الآب.
ولقد سبق للإمام الفخر الرازي أن سد الطريق على النصارى في هذا التخريج الذي حاولوا به جمع المتناقضات – التثليث والتوحيد – وذلك عندما عرض مذهبهم هذا فقال:
"إنهم يقولون: إن أقنوم لكلمة اتحد بعيسى عليه السلام، فأقنوم الكلمة إما أن يكون ذاتا أو صفة، فإن كان ذاتا فذات الله قد حلت في عيسى واتحدت بعيسى، فيكون عيسى هو الإله على هذا القول.
وإن قلنا: إن الأقنوم عبارة عن الصفة، فانتقال الصفة من ذات إلى ذات أخرى غير معقول.
ثم، بتقدير انتقال أقنوم العلم عن ذات الله تعالى إلى عيسى يلزم خلو ذات الله عن العلم، ومن لم يكن عالما لم يكن إلها.."( ).
• أما كون المسيح – في القرآن الكريم – "كلمة الله"
﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ (النساء: 171)
فمعناها: خلق الله.. فكلمات الله لا نهائية.. أي خلقة ومخلوقاته.
﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ (لقمان: 27–28)
﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ (الكهف: 109)
فكلمات الله هي خلقه.. ووحيه.. وقضاؤه.
* أما كون المسيح – في القرآن – هو روح من الله. ﴿ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ (النساء: 171)
فإنها لا تعني ألوهيته.. فلقد نفخ الله – سبحانه وتعالى – في آدم من روحه.. ولم يقل أحد إن آدم قد صار إلها بسبب احتوائه على روح من الله. ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ﴾ (السجدة: 9) ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ (الحجر: 29)
• ثم إن هذا القرآن الكريم – الذي يستشهد به هذا الكتاب، في هذه المواطن، وبهذه الآيات، ليوهم قراءه انحياز القرآن لعقائد النصرانية في ألوهية المسيح.. إن هذا القرآن هو ذاته الذي نفى نفيا قاطعا ألوهية المسيح وبنوته لله، وحكم على من قال ذلك بالكفر والشرك.
﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ (المائدة: 72–77)
هذا هو القرآن الكريم، الذي يحاول كاتب هذا المنشور التنصيري أن يستشهد به.. يعلن أن المسيح: كلمة اله.. أي خلقه.. نفخ فيه من روحه.. كما نفخ في آدم من روحه.. وأنه – المسيح– عبد الله ورسوله، كالخالين من الرسل.. وأن الذين ألهوه، وقالوا بالتثليث قد كفروا بالوحدانية.. وسقطوا في مستنقع الإشراك بالله الواحد الأحد.
• وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح – عليه السلام – معجزات الخلق.
﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ (آل عمران: 49)
فهو معجزة بإذن الله، وليست خلقا ابتدائيا كخلق الله.
وكذلك شفاؤه للمرضى.. وإحياؤه للموتى.. هو إعجاز بإذن الله:
﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ (آل عمران: 49)
فهو إعجاز يظهره الله على يديه، وليس ثمرة لألوهيته.. وإلا كان شريكا لله في الخلق والإحياء والإماتة.. والشراكة تعني الشرك لا التوحيد.. ثم إنه هو(المسيح) مخلوق لله بإعجاز دون إعجاز خلق آدم ،عليهم السلام ،. • واستدلال الكتاب بآية سورة الزخرف:﴿ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾(الزخرف: 61) استدلال بجعل القرآن المسيح من علامات الساعة.. يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول:
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ (الزخرف: 59)
فهو عبد الله ورسوله.. جعله آخر أنبياء بني إسرائيل وعلامات الساعة – كل علاماتها – مخلوقة لله الواحد الأحد.. وليس من بينها علامة تشارك الله في الألوهية والخلق.. ولم يقل عاقل إن علامات الساعة – وهي كثيرة – هي آلهة مع الله!.
• وميلاد المسيح بلا اب بشري، لا يعني ألوهيته.. وإلا لكان آدم – عليه السلام – أولى بذلك.. فلقد خلق دون أب ولا أم.. إنهم خلق الله.. وكلمات الله.. خلقوا بقدرة الله الواحد الأحد:
﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ (آل عمران: 59)
فهو معجزة، خلقه الله دون أب.. والإعجاز في خلقه أقل من الإعجاز في خلق آدم.. ولذلك عبر القرآن الكريم بلفظ: "كمثل آدم".. والمشبّه "خلق المسيح" لم يبلغ – في الإعجاز مبلغ المشبه به "خلق آدم".
• وإذا كان المسيح قد جاء بمعجزات كثيرة، فإنما كان ذلك لغلاظة القلوب والعقول والرقاب في بني إسرائيل.. وإلا فتكفي للداعي معجزة واحدة تتم بها المفارقة للواقع والخرق لقوانينه، والتحدي المعجز، المعلن عن صدق الرسول.
• ثم إن المسيح – عليه السلام – قد تألم.. وبكى.. وصرخ.. واستغاث.. وهي من نواقص البشر الممتازين – فضلا عن الأنبياء – وإن تكن نواقص خارجة عن نطاق التبليغ عن الله.
• وقبل كل هذا وبعده.. فإن مصدر عقائد المسيحية في ألوهية المسيح وبنوته لله، وصلبه.. مصدرها الأناجيل، التي ثبت – بالعقل والنقل واستقراء واقعها – افتقارها للشروط الضرورية التي تجعلها مصدر صدق لنظرية اجتماعية أو فلسفية، فضلا عن أن تكون مصدر صدق لدين من الأديان.
• إن ألوهية المسيح.. وبنوته لله:
– ترفضها أسفار العهد القديم.. وترفضها اليهودية.. التي جاء المسيح – عليه السلام – ملتزما بشريعتها وعقيدتها.. ومضيفا إليها "التعاليم".
– ويرفضها القرآن الكريم.. والإسلام.. ويعدها شركا بالله وكفرا بوحدانيته.
– وإذا كانت الأناجيل – التي ذكرت في دوائر المعارف والموسوعات والدراسات المسيحية، قد وصل عددها إلى مائة إنجيل.. فإنه لم يقل بالوهية المسيح، من بين تلك الأناجيل المائة، سوى إنجيل واحد هو إنجيل يوحنا!!.
فهل من الجائز: والمعقول أن تهمل كل الأناجيل الأخرى الإشارة إلى هذه العقيدة المحورية – الألوهية وطبيعة الإله – وينفرد بها إنجيل واحد – من بين مائة إنجيل؟!.
بل لقد أنكرت هذه العقيدة – ألوهية المسيح – كثير من هذه الأناجيل، التي قالت إن المسيح مخلوق، كان بعد أن لم يكن، وهو عبد الله ورسوله.
بل لقد ظلت هذه العقيدة – القائلة إن المسيح هو عبد الله ورسوله– العقيدة السائدة في النصرانية إبان القرون الأولى من تاريخ المسيحية.
• وإذا كان عمدة الأدلة المسيحية على ألوهية المسيح هو أنه "الكلمة" – كلمة الله – فإن كل أسفار التوراة تأتي فيها "الكلمة" بمعنى: الوحي.. أو الأمر الإلهي.. أو الرسالة النبوية، عند أنبياء العهد القديم.. ولم تشر هذه الأسفار بمصطلح "الكلمة" إلى المسيح – ابن مريم – أو أي مسيح آخر.
وكذلك صنع القرآن الكريم.. فكلمة الله – كما سبق وأشرنا – هي: قوله... وحيه.. ووعده.. وقضاؤه.. وحكمه.. خلقه.. ﴿ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ﴾ (المؤمنون: 100)
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ ﴾ (آل عمران: 64)
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ (هود: 119)
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ (الأعراف: 137)
﴿ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ﴾ (التوبة: 40)
﴿ وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ﴾ (التوبة: 74)
﴿ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى ﴾ (الفتح: 26)
﴿ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ (يونس: 19)
﴿ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ ﴾ (آل عمران: 39)
﴿ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ (آل عمران: 45)
﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ ﴾ (النساء: 171)
﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ (الكهف: 109)
• وفي الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى الكنائس النصرانية لم يرد مصطلح "الكلمة" في متى ومرقس.. وورد في لوقا بنفس معناه في أسفار العهد القديم word "إسمعوا الكلمة التي تكلم بها الرب عليكم يا بيت إسرائيل" إرميا 1: 1.. وقال عن يوحنا المعمدان: "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية" إصحاح 2: 3.. وعن يسوع: "إذا كان الجميع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله" إصحاح 5: 1.
كما أطلق مصطلح "الكلمة" على تعليم تلاميذ المسيح للناس: "وكثيرون من الذين سمعوا الكلمة آمنوا" أعمال 4:4.. وعلى تعليم بولس: "هكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوى بشدة" أعمال 19: 20.
هكذا اتفق التراث اليهودي – في أسفار العهد القديم – وأناجيل: متى ولوقا ومرقس وأعمال الرسل على أن معنى "الكلمة" هو التعليم.. أو الوحي.. أو الأمر الإلهي الصادر عن قصد واختيار من قبل الله تعالى إلى الناس عن طريق إنسان معين، هو النبي أو تابع النبي.
ومع العهد القديم وهذه الأناجيل وقف القرآن الكريم في معنى "الكلمة".
لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح – عليه السلام – قد جاء من الإنجيل الوحيد – إنجيل يوحنا – الذي فسر "الكلمة" – أي المسيح – بأنها العقل logos وهو المعنى اليوناني الذي ساد في الفلسفة الوثنية اليونانية.. فجعل المسيح – كلمة اله – عقل الله، ومن ثم فهو متحد به.. أي إله!!.
ولذلك، كان هذا الإنجيل هو الوحيد.. من بين الأناجيل– المعتمدة – وهي أربعة – وغير المعتمدة – والتي يصل عددها في بعض الدراسات إلى مائة إنجيل – كان هذا الإنجيل هو الوحيد الذي ادعى كاتبه ألوهية المسيح، لأنه "الكلمة" – بمعنى "العقل" – عقل الله – ومن ثم كان هذا الإنجيل وحده هو المصدر لعقيدة الحلول والاتحاد والتثليث والتأليه للمسيح.
ففي هذا الإنجيل – وحده – جاء: "في البدء كان الكلمة، وكان الكلمة عند الله، وكان الكلمة الله" يوحنا 1:1.
وبعد هذا التصوير للكلمة بأنها هي الله.. ذهب هذا الإنجيل – وحده أيضا – فجعل الكلمة كيانا مستقلا: "والكلمة صار جسدا، وحل بيننا" يوحنا 1: 14.. فدخل في الحلول والاتحاد والتعدد.
ثم ذهب هذا الإنجيل – وحده فأوغل على درب الوثنية والشرك إلى حيث جعل الكلمة – المسيح – بديلا عن الله، قائما بكل وظائف الإله!"هذا كان في البدء عند الله، كل شئ به، كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان" يوحنا 1: 2–3....وهكذا نجد هذا الإنجيل – الذي انفرد بتأليه المسيح.. وانفرد بتبني المعنى اليوناني الوثني للكلمة – العقل.. اللوجس، والنزعة الغنوصية اليونانية.. الحلولية.. نجده قد جمع كما هائلا من التناقضات.
فإذا كانت "الكلمة" هي الله، فكيف تصير الكلمة – الله – جسدا حل بيننا ؟َ!. هل خلق الله ذاته وجعلها جسدا ؟!.. أم أنه خلق جسدا – كما يخلق كل المخلوقات ؟.
وإذا كان قد خلق وصّير جسدا حل بيننا.. فكيف يحل هذا المخلوق محل الخالق، فيكون به كل شئ كان، وبغيره لم يكن شئ مما كان ؟!.
ولا مخرج لهؤلاء الذين اعتمدوا في أم العقائد – الألوهية – على عبارات شاذة انفرد بها – وشذ – إنجيل واحد – على عكس الأناجيل التي اقترب عددها من المائة.. وعلى عكس معنى الكلمة في العهد القديم والتراث اليهودي.. وعلى عكس القرآن، والتراث الإسلامي.. وعلى عكس معناها في أناجيل أخرى.. لا مخرج لهم من هذه التناقضات، التي أدخلت الحلول والاتحاد والتعدد والشرك والوثنية إلى التوحيد النصراني.. لا مخرج لهم إلا العودة إلى المعنى الحقيقي للكلمة:.• وحي الله • ووعد الله • وقضاء الله • وحكم الله • وخلق الله.
بدلا من المعنى الوثني، الذي شاع في الفلسفة الوثنية اليونانية – العقل.. اللوجس– والذي تسرب إلى المسيحية عندما تروّمت، واتخذت صورتها الرومانية – على يد بولس.
وبهذه العودة إلى أصول النصرانية الموحدة.. ومعاني الكلمة في التراث الديني التوحيدي، تعود المسيحية إلى حقيقتها: تعاليم المسيح – عليه السلام – وبشارته، في إطار دين الوحدانية والتوحيد لله الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. الذي لم يلد ولم يولد.. ولم يكن له كفوا أحد.
• أما تعلق القائلين بألوهية المسيح – عليه السلام – بما جاء في بعض الأناجيل من وصفه بأنه "الاب" أو ابن الله.. "يدعى ابن الله" لوقا 1: 35.. فإن البنوة هنا مجازية.. لا تعني الألوهية.
لقد زعمت اليهود والنصارى أنهم أبناء الله:
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾ (المائدة: 18)
ولم يزعم واحد منهم أن هذه البنوة تعني ألوهيتهم مع الله، أو من دون الله.. وفي المأثور الإسلامي: "الخلق عيال الله، وأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله".
ومثل ذلك مصطلح "الرب" الذي يطلق "حقيقة" على الله الواحد الأحد.. بينما يطلق "مجازا" على رب البيت وسيده.. ولقد قال يوسف – عليه السلام – عن سيده ورب البيت الذي يعيش فيه:﴿ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ﴾
(يوسف: 23) فاستخدم مصطلح "الرب" بمعناه المجازي.. لكنها استخدمه بمعناه الحقيقي عندما قال:
﴿ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (يوسف: 98)
وغريب – وعجيب– أن يقود الخلط بين الحقيقة والمجاز إلى لشرك بالله العلي العظيم.
ولن يغني هؤلاء نفعا محاولات التلفيق بين التعدد وبين التوحيد، عن طريق المثل الذي يكررونه، فيقولون: إن الثلاثة: الآب.. والابن.. والروح القدس، إله واحد، مثلما أن ضوء الشمس، وحرارتها، هما ، مع الشمس، واحد.
ذلك أننا نسألهم:- – ولماذا الوقوف عند الثلاثة أقانيم؟
إن الشمس – مع الحرارة.. والضوء – لها – أيضا– استدارة.. ولمعانا.. وخصائص كثيرة أخرى.. فلم لا نفتح الباب للمزيد من العدد في الأقانيم ؟!..
ثم.. إن الأقنوم إذا كان صفة استحال انتقاله من الذات إلى الآخر.. وإن كان ذاتا لزم التعدد، وانتفى التوحيد – كما – سبق وأوردنا كلام الإمام الفخر الرازي.
...والحل إنما يكمن في نقاء التوحيد.. والتنزيه للذات الإلهية، عن مشابهة المحدثات.. فالله – سبحانه وتعالى – ليس كمثله شئ.. وكل ما خطر على بالك فالله ليس كذلك – كما هو الحال في عقيدة الوحدانية والأحدية والتنزيه في عقائد الإسلام.. التي هي العقيدة في دين الله الواحد، من آدم إلى محمد، عليهم الصلاة والسلام.
• وإذا كانت عقيدة المسيحيين في الخطيئة – أي خطيئة آدم، عليه السلام – بأكله من الشجرة، تقول إن البشرية كلها قد حملت لعنة هذه الخطيئة – بأجيالها المتعاقبة من آدم إلى المسيح – وأن فداء البشرية وخلاصها من هذه اللعنة قد اقتضى أن يقدم الآب ابنه – المسيح – ليموت على الصليب فداء وخلاصا للبشرية من هذه اللعنة وهذه الخطيئة.
فإن هذه العقيدة المسيحية – في الخطيئة.. ولعنتها – إنما تصل القمة في الظلم، والذروة في اللاأخلاق!.. بينما لا يتصور عاقل أنيقوم دين على أنقاض العدل والأخلاق.
فحتى لو افترضنا جدلا أن خطيئة آدم لم تتم توبته منها، وغفران الله له ذنبه، فإن العدل الإلهي يقتضي أن يكون الوزر – ومن ثم العقاب – على آدم، الذي اقترف الوزر، وارتكب الخطيئة.. وليس من العدل – حتى الإنساني.. فضلا عن الإلهي – أن تتحمل البشرية – بأجيالها المتعاقبة – اللعنة لوزر لم ترتكبه وخطيئة لم تكتسبها.
• ثم.. أليس الله – سبحانه وتعالى – وهو التواب الرحيم – بقادر على أن يغفر الذنوب ويتجاوز عن الخطايا، دون أن يضحي بابنه الوحيد؟!.
إن القرآن الكريم يضع موازين العدل الإلهي عندما يقول:
﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ (الإسراء: 15)
وعندما يقول:﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ (الأنعام: 164)
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ (البقرة: 286)
﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ (غافر: 17)
• ثم.. ألم يُهلك الله.. في طوفان نوح – عليه السلام – كل العصاة.. وكتب النجاة للأبرار.. فما المبرر لبقاء لعنة الخطيئة عالقة بالبشرية – البريئة – حتى تحتاج إلى صلب وقتل وفداء ؟!.
• بل إن في بعض نصوص الكتاب المقدس – بعهديه القديم والجديد – ما يشهد للعدل الإلهي، الذي لا يحمل أي نفس إلا ما كسبت – ومن ثم تنفي هذه النصوص الأسس اللاأخلاقية التي قامت عليها عقيدة الخطيئة والصلب والفداء وتأليه المسيح وبنوته لله..
ففي سفر التثنية 24: 16 "كل إنسان بخيطئته يُقتل"..
وفي حزقيال 18: 20 "النفس التي تخطئ هي تموت"..
وفي إنجيل متى 12: 36، 37 "لا لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان".
فهذه النصوص – مع القرآن الكريم – مع العدل والمنطق – تنسف الأسس اللاأخلاقية التي أقام عليها المسيحيون عقيدة الخطيئة.. والتي ربتوا عليها عقائدهم في ألوهية المسيح وبنوته لله.. والصلب والفداء والخلاص.
• ثم.. أليس غريبا وعجيبا – بل ومريبا – أن يُعتمد في العقيدة الأم – الألوهية – على إنجيل تحف به الكثير من الشبهات ؟.. فضلا عن شذوذه، في تأليه المسيح، عن غيره من الأناجيل؟!.
لقد قال الأب روجي – في كتابة "مقدمة إلى الإنجيل" – عن هذا الإنجيل – إنجيل يوحنا:
"إن عالم آخر!!.. فهو يختلف عن الأناجيل الأخرى في ترتيب واختيار المواضيع والروايات والخطب، كما فيه اختلافات في الأسلوب والجغرافيا والتعاقب الزمني للأحداث، وفي متنه أكثر من عنوان معارض، وزيادة على ذلك فإن فيه اختلافا في الآفاق اللاهوتية – كما يقول "أ.كولمان": "إلى درجة أن أقوال المسيح تساق بشكل مختلف لدى كل من يوحنا والمبشرين والآخرين..".
• وكما انفرد هذا الإنجيل – إنجيل يوحنا – بتأليه المسيح.. كذلك انفرد بالاختلاف مع الأناجيل الأخرى في العديد من الوقائع والأحداث..
– فهو الوحيد الذي يذكر حضور أم يسوع لصلبه.
– وهو ينكر أن تكون أم المسيح اسمها مريم!.. ويقول إن مريم هي أخت أمه وزوجة كلوبا!.
– وهو وحده الذي يذكر وجود يوحنا – الحواري – واقفا عند يسوع وقت صلبه.. ثم يعود فيقول إنه كان مختبئا مع سائر تلاميذ المسيح!.
– كما ينفرد بجعل مريم المجدلية تقف مع أم يسوع وخالته – مريم – وتلميذه يوحنا عند الصليب.
– وينفرد بأن مريم المجدلية هي الوحيدة التي شهدت بأنها رأت يسوع بعينيها وتكلمت معه بعد قيامته من الموت، وهو بعد عند قبره لم يصعد إلى السماء.
– ويعتقد "أ.كولمان" أن الإصحاح 21 من هذا الإنجيل هو من عمل أح التلاميذ، الذي أضاف – أيضا – بعض اللماسات إلى متن الإنجيل.
– وهناك اتفاق على أن الفقرات من الإصحاح 7: 53 إلى الإصحاح 8: 11 "هي نص مجهول الأصل"، ألحق فيما بعد بهذا الإنجيل.
– كما أن هذا الإنجيل – وياللدهشة – لم يذكر شيئا عن رواية تأسيس القربان – والذي أصبح ركنا من أركان الطقوس الكنسية "القداس".. ( ).
• كما امتلأ هذا الإنجيل – إنجيل يوحنا – بالتناقضات..
– ففي 7: 6 تعليم المسيح ليس من عنده.
وفي 10: 30 التعليم من عنده.
– وفي 3: 22، 26 أن المسيح تُعَمَّد.
– وفي 4: 1–3 المسيح لا يُعَمَّد.
• ولأن هذا هو حال هذا الإنجيل.. فلقد قالت عنه "دائرة المعارف البريطانية" – وهي أكثر موسوعات الغرب المسيحي موضوعية ومصداقية.. والتي تصدرها دولة ملكتها هي رئيسة الكنيسة فيها.. قالت:
"إن إنجيل يوحنا هو الإنجيل الوحيد الذي نص بكل صراحة على ألوهية المسيح، حيث نقل عنه أنه قال: "أنا والآب واحد" 10: 30 و"الذي رآني فقد رأى الآب" 14: 9 و "أنا في الآب والآب فيّ" 14: 10.
ويتعارض هذا الإنجيل مع الأناجيل الأخرى في أمور مهمة جدا وحاسمة:
– فهو يذكر أن المسيح ص2لب يوم 14 نيسان "أبريل"، بينما يفهم من بقية الأناجيل أن الصلب كان يوم 15 نيسان.
– ولا يذكر يوحنا في إنجيله تفاصيل رواية القربان المقدس، أو العشاء الأخير، التي أصبحت فيما بعد شعيرة من شعائر المسيحية.
– ولا يذكر أن المسيح تعمّد بواسطة يوحنا المعمدان.
– وفي حين يفهم من إنجيل يوحنا أن رسالة المسيح استغرقت ثلاثة أعوام، فإنه يفهم من الأناجيل الأخرى أنها استغرقت عاما واحدا.
– ويوحنا هو الوحيد الذي ذكر أن المسيح أخبر تلاميذه قبل صلبه أنه سيرسل "الفارقليط".
– ولقد أوردت الموسوعة البريطانية قول الأسقف "بابياس" – المتوفى سنة 130 م– أي المعاصر لمرحلة كتابة الأناجيل – عن وجود أكثر من يوحنا – يوحنا بين زبدي، الحواري.. ويوحنا آخر هو الكاهن في "أفسس"( ).. وفي داخل الإنجيل – إنجيل يوحنا – يفهم أنه كتب بواسطة حواري مجهول الاسم.
وبما أن الشواهد الداخلية والخارجية مشكوك فيها، فإن الفرضية المطروحة لهذا العمل هي:
"أن إنجيل يوحنا ورسائله حررت في مكان ما في الشرق، ربما في أفسس، كإنتاج لمدرسة أو دائرة متأثرة بيوحنا في نهاية القرن الأول الميلادي"( ).
تلك هي الحقائق حول إنجيل يوحنا.. الحقائق التي تطرح السؤال المنطقي:
– هل هناك منطق يبرر أخذ العقيدة الأم – عند الكنائس النصرانية – عقيدة ألوهية المسيح – عن مثل هذا الإنجيل، الذي لا علاقة له ولا لكاتبه بعصر المسيح.. ولا اتساق بينه وبين غيره من الأناجيل – المعتمدة منها.. فضلا عن غير المعتمدة – التي ترفض وتنقض تأليه المسيح – عليه السلام ؟!.
• إن في أناجيل أخرى – غير إنجيل يوحنا – نصوصا تشهد على التوحيد.. وتعلن أن المسيح – عليه السلام – سيتبرأ – يوم الحساب – من الذين ألهوه وعبدوه واستعانوا به، بدلا من عبادة الله الذي في السموات.
ففي متى 7: 21–23 "ليس كل من يقول يارب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات، كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم: يا رب يا رب، أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا شياطين وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرح لهم: إني لم أعرفكم قط، اذهبوا عني يا فاعلي الإثم".
ففي هذا النص يعلن المسيح براءته من الذين توسلوا باسمة بدلا من اسم الله الواحد الذي في السماء..
ونحن عندما نتأمل هذا النص نتذكر على الفور ما جاء في القرآن الكريم:
﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ (المائدة: 116–118)
تلك هي قصة السقوط المسيحي في تأليه المسيح، والكفر بالوحدانية والأحدية.. واستبدالهم التثليث بالتوحيد.. وهذا هو المصدر الوحيد – إنجيل يوحنا – الذي انفرد – بتأليه المسيح.. وهذا هو حال هذا الإنجيل ومكانه من المصداقية في هذا الأمر الخطير.
الأمر الذي يطرح هذا السؤال، الذي ندعو عقلاء المسيحيين إلى التفكير الجدي في الإجابة عليه.. لأن القضية قضية دين.. وليست عصبية للباطل.. وقضية آخرة وحساب وجزاء.. وجنة ونار.. وليست مغالبة على حطام الدنيا الفانية – التي لا خير فيها ولا قيمة لها إذا لم تكن وعاء لطاعة الإله الواحد الحق.. والسبيل إلى السعادة الأبدية في يوم الدين.. يوم لا ينفع الناس ولا يغني عنهم شيئا أ؛د من الأحبار الذين ضلوا وأضلوا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾
(التوبة: 34)
﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ (التوبة: 30–34)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ali195abdalla.yoo7.com
 
(2) المسيحية ديانة موحدة د. محمد عماره
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدلة على تحريف الإنجيل د.محمد عماره (الجزء الثاني )
» كشف محمد البرادعي:أني بإستقالتي الأخيرة اكتشفت بعد فوات الأوان أن نظام مبارك مازال يحكم مصر و للأسف الرئيس محمد مرسي كان معه حق إنها دولة عميقة".
» دكتور زغلول النجار يدمر العقيدة المسيحية فى كلمتين
» المرأة المسيحية التي هدمت الدين المسيحي وقضت عليه
» اعلان اسلام فتاة و اسرة مسلمة كامله ‫مروه كامل سعيد ميخائيل تشهر اسلامها بعد ان ادعت المواقع المسيحية انها اختطفت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدي الإخباري الإسلامي :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: