المنتدي الإخباري الإسلامي
اهلا بك زائرا وقارئا وناقدا نشطا دون اسفاف وعضوا نشطا ايضا ونرحب بزياراتكم ومقترحاتكم واستفساراتكم
المنتدي الإخباري الإسلامي
اهلا بك زائرا وقارئا وناقدا نشطا دون اسفاف وعضوا نشطا ايضا ونرحب بزياراتكم ومقترحاتكم واستفساراتكم
المنتدي الإخباري الإسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدي الإخباري الإسلامي

منتدي يهتم بالعلوم الدينية الاسلامية والاخبار الاسلامية والعامة وكافة الشئون الاسلامية
 
موضوعالرئيسيةالبوابةصورة علي عبدالله عليأحدث الصوردخولالتسجيل
المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com -المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com - المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com - المنتدي الاخباري الاسلامي - https://ali195abdalla.yoo7.com -
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
» لن تصدق.. الشيخ حازم أبو إسماعيل تنبأ بأحداث 3 يوليو تماما كما وقعت !!
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:21 pm من طرف Admin

»  السيسي استخدم أسلحة محرمة دولياً وحفر مقابر جماعية لاخفاء جثث رابعة
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:11 pm من طرف Admin

» البنتاجون يستدعى ثلاثه من قادة المجلس العسكرى بعد استشعار الحرج من فشل.
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:05 am من طرف Admin

» أحرار تعلن عودتها للتمهيد لثورة 25 يناير
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:03 am من طرف Admin

» الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 8:10 pm من طرف Admin

» غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 4:17 pm من طرف Admin

» ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 3:46 pm من طرف Admin

» مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:22 am من طرف Admin

» في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:18 am من طرف Admin

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



لن تصدق.. الشيخ حازم أبو إسماعيل تنبأ بأحداث 3 يوليو تماما كما وقعت !!
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:21 pm من طرف Admin


تعاليق: 0
السيسي استخدم أسلحة محرمة دولياً وحفر مقابر جماعية لاخفاء جثث رابعة
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 7:11 pm من طرف Admin




 

السبت 18 يناير 2014
كشف موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني عن مفاجأة في تقريره الأخير عن أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، مفادها أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي لم يفارق غرفة العمليات المركزية الا بعد الثانية …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
البنتاجون يستدعى ثلاثه من قادة المجلس العسكرى بعد استشعار الحرج من فشل.
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:05 am من طرف Admin
الجمعة 17 يناير 2014
أكد مايكل شويــر الخبير الأمنى ورئيس وحده بن لادن في جهاز CIA سابقاً .. استدعى البنتاجون اليوم ثلاثة من قادة المجلس العسكرى بالاسم للتشاور فيما بينهم بعد فشل الاستفتاء واستشعار امريكا الحرج من نتائجه …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
أحرار تعلن عودتها للتمهيد لثورة 25 يناير
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالسبت يناير 18, 2014 4:03 am من طرف Admin







2014-01-17 15:11:48



(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة 000_12075
[rtl]أعلنت حركة أحرار نزولها واحتشادها بميدان طلعت حرب، يوم الأربعاء القادم 22 …
[/img(500px,298px):6b4e]

[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 8:10 pm من طرف Admin
الإنذار الأخير


الشعب يقرر التحفظ على أموال مبارك و4600 من وزرائه ومحافظيه وقيادات الحزب الوطنى بالمحافظات
 
الأربعاء, 15 يناير 2014 - 04:18 pm
عدد الزيارات: 5216 | [rtl](3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة PrintButton طباعة[/rtl]









[url=http://elshaab.org/articles_images/15_01_2014_1163400944_789902.jpg][rtl][img(380px,321px):fc64]…[/img(380px,321px):fc64]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 4:17 pm من طرف Admin


[rtl]غاز "حلم العمر" صفقة حسين سالم للصهاينة مع مصر[/rtl]
 
الأربعاء, 15 يناير 2014 - 03:44 pm
عدد الزيارات: 827 | [rtl](3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة PrintButton طباعة[/rtl]










[color][font]
كتبت: [url=http://elshaab.org/search.php?q=%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9 %d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81&term=author][rtl]فاطمة يوسف[/rtl][/url]
 و …[/img(380px,268px):e653]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 15, 2014 3:46 pm من طرف Admin
ليد شرابى يفضح قضاة العسكر.. خالد محجوب رسب فى 5 مواد بينها الشريعة الإسلامية.. وأحمد إدريس تستر على نهب 26 ألف فدان
 
الثلاثاء, 14 يناير 2014 - 07:49 pm
عدد الزيارات: 2262 | [rtl](3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة PrintButton طباعة[/rtl]









[url=http://elshaab.org/articles_images/14_01_2014_1180612133_395389.jpg][rtl][img(380px,297px):8098]…[/img(380px,297px):8098]


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:22 am من طرف Admin
مهندس أمريكي متهم بتزويد إيران وثائق عسكرية


رصد : وكالات


13/01/2014 
23:14



قسم: عربي ودولي


روابط متعلقة
متهم , أمريكي ,مهندس , عسكرية ,وثائق 


(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة Crop,488x320,mixmedia-01132314Zu2D8
الجيش الأمريكي- أرشيفية-


إتهمت السلطات …
[/img(488px,320px):ce49]

[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 14, 2014 12:18 am من طرف Admin
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة Videoicon
في ذكرى مرور 5 أشهر على وقوع مجزرتي فض رابعة العدوية والنهضة








 


 


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
تصويت
التمسك بطاعة الله
لا يشغلك التصفح علي النت من ان تقول دائما لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا حول ولا قوة إلا باللله رضينا بالله ربلا وبالاسلام دينا وبسيدنا محمد صلي الله عليه وسلمنبيا ورسولا وان تردد دائماسبحـــان اللــــــــــه والحمـــــــد للـــه ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله واللـــه اكبر×

 

 (3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 739
نقاط حصرية : 2198
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 02/01/2012
الموقع : المنتدي الإخباري الإسلامي

(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة Empty
مُساهمةموضوع: (3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة   (3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة I_icon_minitimeالخميس يناير 05, 2012 11:33 pm

(3)
حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات
وحتى "يُسوّق" كاتب هذا "المنشور التنصيري" عقيدة النصارى في ألوهية المسيح.. ذهب لنفي العصمة عن كل الأنبياء والمرسلين.. وإلصاق الخطيئة بكل البشر– بمن فيهم الأنبياء والمرسلون – واعتبار طبيعة البشر "طبيعة ساقطة".. وذلك باستثناء شخص واحد هو المسيح – ليكون متفردا وحده دون البشرية جمعاء – وليكون – من ثم – إلها، وليس عبدا لله ورسولا!..
ولهذا، قال صاحب هذا "المنشور التنصيري" ص 22، 36:
"إنه حتى الأنبياء لم يكونوا معصومين من الخطيئة.. وأن كل البشر – حتى الأنبياء المرسلين – ليس فيهم من له خلاص كامل من عقاب الخطية... استثناء شخص واحد هو المسيح، فهو الكامل كمالا مطلقا بلا أية خطية فعلية أو أصلية، فهو غير مولود وارثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم".
• ولقد ذهب هذا "المنشور التنصيري" في نفي العصمة.. وإثبات الخطيئة على الأنبياء والمرسلين، إلى محاولة تأويل القرآن الكريم تأويلا فاسدا كي تشهد لدعواه.. ذهب ليستشهد على نفي العصمة من الأنبياء:
– بدعاء نوح – عليه السلام – ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ (نوح: 28)
– ودعاء إبراهيم – عليه السلام – ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ (إبراهيم: 41)
• كما ذهب فاستشهد بالعهد القديم ،كتابه المقدس ،على أن نوح عليه السلام ، قد سكر وتعرى ، تكوين 9: 21..
وأن إبراهيم – عليه السلام – قد كذب، وفرط في زوجته – تكوين 20: 42.
• ونحن نقول:- إن عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين: ضرورة عقلية لكمال الله – سبحانه وتعالى – ولحكمته، في اصطفاء الأنبياء والمرسلين.. ولمصداقية الرسالات التي أرسلهم الله بها إلى الناس.
فمن العبث – الذي يتنزه عنه عقلاء البشر – أن يختار الإنسان رسولا يبلغ رسالة وأمانة دون أن يكون هذا الرسول جديرا بجذب المصداقية إلى هذه الرسالة وهذه الأمانة.
وإذا كان ذلك عنوانا لحكمة البشر الأسوياء، فما بالنا بحكمة الحكيم العليم، الذي هو أعلم حيث يجعل رسالته؟
• ثم إن هذه العصمة للأنبياء والمرسلين هي عصمة فيما يبلغون عن الله.. وعما ينفر أو يشين.. وليست عصمة من مطلق الاجتهادات التي قد لا توافق الأولى والصواب.. فهم في الاجتهادات غير معصومين، لكن الله – سبحانه وتعالى – لا يقرهم على الاجتهادات التي تخالف الأولى والصواب، وذلك حتى لا يكونا قدوة وأسوة فيها.
ومن ثم فإن إتيان أي من الأنبياء والمرسلين لاجتهادات تخالف الأولى – في غير التبليغ عن الله – ودعاء هؤلاء الأنبياء والمرسلين ربهم كي يغفر لهم هذه الأخطاء، لا ينافي العصمة الواجبة لهم فيما يبلغون عن الله، والتي هي من مقتضيات الحكمة الإلهية، وانتفاء النقص والعبثية عن ذاته المتصفة بكل صفات الجلال والكمال.. كما أنها من ضرورات المصداقية للرسالات والأمانات التي حملوها إلى الناس.
وفي الإسلام.. تقرر أن العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله عقيدة من العقائد التي كفر منكرها.. لأنها من العقائد التي تستلزم صفات الحكمة والكمال والجلال الواجبة لله – سبحانه وتعالى – ولقد تحدث الأستاذ الأمام الشيخ محمد عبده (1266– 1323هـ 1849–1905م) عن عقيدة العصمة هذه، وعن معانيها وأبعادها فقال:
"إن من لوازم الإيمان الإسلامي: وجوب الاعتقاد بعلو فطرة الأنبياء والمرسلين، وصحة عقولهم، وصدقهم في أقوالهم، وأمانتهم في تبليغ ما عُهد إليهم أن يبلغوه، وعصمتهم من كل ما يشوه المسيرة البشرية، وسلامة أبدانهم مما تنبوا عنه الأبصار وتنفر منه الأذواق السليمة، وأنهم منزهون عما يضاد شيئا من هذه الصفات المتقدمة.
وأن أرواحهم ممدودة من الجلال الإلهي بما لا يمكن معه لنفس إنسانية أن تسطو عليها سطوة روحانية.. إن لنفوسهم من نقاء الجوهر، بأصل الفطرة، ما تستعد به، من محض الفيض الإلهي، لأن تتصل بالأفق الأعلى، وتنتهي من الإنسانية إلى الذروة العليا، وتشهد من أمر الله شهود العيان ما لم يصل غيرها إلى تعقله أو تحسسه بعصى الدليل والبرهان، وتتلقى عن العليم الحكيم ما يعلو وضوحا على ما يتلقاه أحدنا من أساتذة التعاليم، ثم تصدر عن ذلك العلم إلى تعليم ما علمت دعوة الناس إلى ما حُملت على إبلاغه إليهم.
فهؤلاء الأنبياء والمرسلون من الأمم بمنزلة العقول من الأشخاص.. يعلّمون الناس من أنباء الغيب ما أذن الله لعباده في العلم به، مما لو صعب على العقل اكتناهه لم يشق عليه الاعتراف بوجوده.
يميزهم الله بالفطر السليمة، ويبلغ بأرواحهم من الكمال ما يطيقون للاستشراق بأنوار علمه، والأمانة على مكنون سره، مما لو انكشف لغيرهم انكشافه لهم لفاضت له نفسه، أو ذهبت بعقله جلالته وعظمته، فيشرفون على الغيب بإذنه، ويعلمون ما سيكون من شأن الناس فيه، ويكونون في مراتبهم العلوية على نسبة من العالمين، نهاية الشاهد وبداية الغائب، فهم في الدنيا كأنهم ليسوا من أهلها، وهم وفد الآخرة في لباس من ليس من سكانها.
ثم يتلقون من أمره أن يحدثوا عن جلاله بما خفي من العقول من شئون حضرته الرفيعة بما يشاء أن يعتقده العباد فيه، وما قدّر أن يكون له مدخل في سعادتهم الأخروية، وأن يبينوا للناس من أحوال الآخرة ما لابد لهم من علمه، معبّرين عنه بما تحتمله طاقة عقولهم، ولا يبعد من متناول أفهامهم، وأن يبلغوا عنه شرائع عامة، تحدد لهم سيرهم في تقويم نفوسهم، وكبح شهواتهم، وتعلمهم من الأعمال ما هو مناط سعادتهم وشقائهم في ذلك الكون المغيب عن مشاعرهم بتفصيله، اللاحق علمه بأعماق ضمائرهم في إجماله، ويدخل في ذلك جميع الأحكام المتعلقة بكليات الأعمال، ظاهرة وباطنة.
ثم يؤيدهم بما لا تبلغه قوى البشر من الآيات، حتى تقوم لهم الحجة، ويتم الإقناع بصدق الرسالة، فيكونا بذلك رسلا من لدنه إلى خلقه مبشرين ومنذرين.."( ).
تلك هي النظرة القرآنية، والعقيدة الإسلامية في اصطفاء الله للأنبياء والمرسلين.. وفي تميزهم.. وامتيازهم.. وعصمتهم عن كل ما ينفر أو يشين.
• لذلك.. فإننا نجد أنفسنا – في عقيدة العصمة للأنبياء والمرسلين – أمام مدرستين، في الفكر الديني:
1– المدرسة القرآنية: التي تقرر العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله.. ومما ينفر أو يشين.. وذلك انطلاقا من عقيدة التنزيه للذات الإلهية عن العبثية.. ووجوب بالحكمة والكمال لذاته– سبحانه وتعالى – فيما يصطفي من الأنبياء والمرسلين.
2– ومدرسة أسفار العهدين القديم والجديد: التي تزدري الأنبياء والمرسلين، عندما تجردهم من العصمة.. وتصفهم بالأوصاف الرديئة التي يتنزه عنها الناس الأسوياء، فضلا عن المختارين المصطفين من الأنبياء والمرسلين، الذي صنعهم الله على عينه.
• فأبو الأنبياء إبراهيم الخليل – عليه السلام – في هذه المدرسة – اليهودية النصرانية – يخطئ في تقدير أخلاق المصريين – عند دخوله إلى بلادهم – ويتواطأ مع زوجه سارة على الكذب.. وعلى الدياثة.. وإسلام زوجه الجميلة لمن يعاشرها في الحرام.. طمعا في بقائه حيا.. وطمعا في الغنم والبقر والحمير والجمال والعبيد يعطيها له فرعون مصر لقاء زوجته الجميلة! تكوين12: 10–20.
• بينما صورته في القرآن الكريم، هي صورة أبي الأنبياء.. الأمة.. والإمام.. والصالح.. المصطفى في الدنيا والآخرة.. والأواب.. الحليم.. المنيب.. الصدّيق.. خليل الرحمن.. والأسوة الحسنة.. والناظر في الملكوت ليقيم الدليل العقلي على التوحيد.. ومحطم الأصنام.. ومطهر البيت الحرام، ورافع قواعده والذي صارت النار بردا وسلاما عليه.. والممتثل لأمر ربه أن يذبح ولده البكر الحبيب والوحيد.. والذي عليه سلام الله.
• وكذلك الحال مع نبي الله لوط – عليه السلام..
– فصورته في العهد القديم صورة الذي سكر وزنى بابنتيه– تكوين 9: 30–38.
– بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة العبد الصالح.. صاحب العلم والحكمة والناهي عن الفحشاء والمنكر والمتطهر الذي نجاه الله.
وكذلك الحال مع نبي الله داود عليه السلام.
فصورته في العهد القديم هي صورة الفاسق المتلصص على عورات الناس والزاني والمتآمر والقاتل والمغتصب للنساء والزوجات– صموئيل الثاني 11: 1–26.
– بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة الخليفة.. الأواب الذي سبّحت معه الطير والجبال وصاحب الزلفى وحسن المآب...وكذلك الحال مع نبي الله سليمان عليه السلام.
فصورته في العهد القديم هي صورة زير النساء الخارج عن أوامر الرب الباني النُّصُب لعبادة الأوثان من دون الله والعابد لهذه الأوثان – الملوك الأول 11: 1–11.
– بينما صورته في القرآن الكريم هي صورة صاحب العلم والفضل الذي علمه الله منطق الطير وأعطاه ملكا لا ينبغي لأحد من بعده والشاكر لأنعم الله.
وإذا كان هذا الازدراء للأنبياء والمرسلين في مدرسة العهد القديم قد طال الكثير من الأنبياء والمرسلين فإن تبني النصارى للعهد القديم، ولما جاء فيه عن ازدراء الأنبياء ونفي العصمة عنهم قد ورط هؤلاء النصارى فيما لا يحبون وضد ما يدعون.
فكاتب هذا المنشور التنصيري الذي ينفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين والذي يجعل المسيح وحده الكامل كمالا مطلقا بلا أية خطية فعلية أو أصلية فهو غير مولود وارثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم.
فقد تجاهل أن تبني منهاج الازدراء للأنبياء ونفي العصمة عنهم قد قاد إلى القول بأن مريم عليها السلام التي ولدت المسيح هي من نسل خطيئة الزنا! فهي من نسل داود الزاني وداود هذا هو من نسل يهوذا– الزاني والذي من نسله توالى أبناء الزنا حتى مريم عليها السلام – تكوين38: 1–29.
• إنها مدرسة الازدراء للأنبياء والمرسلين النافية للعصمة والتي أساءت وتسئ إلى حكمة الله – سبحانه وتعالى– في اصطفاء هؤلاء الأنبياء والمرسلين( ).
• بل لقد تصاعد هذا الازدراء في هذه المدرسة حيث طال الذات الإلهية تعالى الله عما يصفون.
– فنسبوا إلى الله الحزن والأسف "فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه" تكوين 6: 6..
– ونسبوا إليه سبحانه– نقض العهد "نقضت عهد عبدك" المزامير 89: 39.
– ونسبوا إليه البداء وتغيير الرأي والرجوع عن التدبير والقضاء "غير الرب رأيه" خروج 5: 1.
• وإمعانا في هذا الضلال وحتى يستأثر المسيح – عليه السلام – وحده في هذا المنشور التنصيري بالكمال المطلق لتأليهه ذهب كاتب هذا المنشور التنصيري بعد نفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين إلى نفي المعجزة عن رسول الإسلام محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – فقال – ص 9:
"إن محمدا لم يأت بمعجزة" وذلك لينسب للمسيح وحده من المعجزات مالا نظير لها عند أي من الأنبياء والمرسلين.
• ونحن في الرد على هذه الفرية نقول: إن المعجزة هي خارق العادة المفارق للسنن المعتادة الذي يظهره الله – سبحانه وتعالى – على أيد الأنبياء والمرسلين تحديا لأقوامهم الذين يعجزون عن الإتيان بأمثالها وذلك إقامة للحجة على هؤلاء الأقوام بأن هؤلاء الأنبياء والمرسلين صادقون فيما إليه يدعون.
• ولقد تميزت المعجزات في الضوء الذي سبق دعوة الإسلام بأنها كانت معجزات مادية تدهش العقول وذلك تناسبا مع طور طفولة العقل البشري فلما بلغت الإنسانية سن الرشد وغدا لملكة العقل الإنساني سلطان في الهدي والرشاد جاءت معجزة رسول الإسلام عقلية لا تدهش العقل فتشله عن الفعل وإنما تستنفره وتستحثه ليتفكر ويتدبر في الإعجاز الذي جاء به القرآن الكريم والذي تحدى به الإنس والجن تحديا أبديا أن يأتوا بشئ من مثل هذا الذي جاء بالقرآن الكريم.
ولقد أعلن أساطين الفصاحة والبلاغة والبيان خضوعهم وخشوعهم أمام هذا الإعجاز القرآني المتحدي وشمل هذا المشروع والخضوع عددا من الذين ظلوا على وثنيتهم وعلى شركهم لكنهم لم يستطيعوا إلا أن يعلنوا أن هذا الإعجاز القرآني فوق طاقات البشر وملكاتهم ومن ثم فهو من عند الله..
فأما التحدي المعجز.. والإعجاز المتحدي:- ﴿ الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ (البقرة: 1، 2)
﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ (فصلت: 41، 42)
﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ (الحجر: 9)
﴿ إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
(الواقعة: 77–80) ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ (النساء: 82)
﴿ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾
(يونس: 37، 38) ﴿ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ﴾
(الطور: 33، 34) ﴿ الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ (السجدة: 1–3)
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (هود: 13، 14)
﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ (البقرة: 23، 24)
أمام هذا التحدي المعجز والإعجاز المتحدي دائما وأبدا خشعت ملكات الفصاحة والبلاغة والبيان لدى البشر – كل البشر – فقالت إن هذا القرآن ليس قول بشر وإنما هو كلام الله..
• فأبو عبد شمس، الوليد بن المغيرة بن عبد اله بن عمرو بن مخزوم (95 ق.هـ – 1هـ 530–622م) – وهو من زعماء قريش وزنادقتها ومن قضاة العرب في الجاهلية والملقب بالعدل لأنه كان عدل قريش كلها قال عندما سمع من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سورة غافر: "والله لقد سمعت من محمد كلاما آنفا ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن.
والله ما هو بكاهن فقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.
ووالله ما هو بمجنون فقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
ووالله ما هو بشاعر فقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بشاعر.
ووالله ما هو بساحر فقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثه ولا عقده.
والله إن لقوله حلاوة وإن عليه طلاوة وإن أصله لمغدق وإن فرعه لمثمر وإنه يعلو ولا يعهلى عليه وما أنتم "يا معشر قريش" بقائلين فيه من هذا شيئا إلا وأنا أعرف أنه باطل"( ).
• كما شهد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أبو الوليد (2هـ 624م) وهو من سادة الشرك بمكة لهذا القرآن المعجز فقال: "لقد سمعت من محمد قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة ووالله ليكونن لهذا الذي سمعت نبأ عظيم"( ).
• ولقد ظل هذا الإعجاز القرآني متحديا وظلت هذه المعجزة القرآنية متفردة حتى شهد لها الشهود في عصرنا الحديث وواقعنا المعاصر:
– فالدكتور طه حسين (1306–1393هـ/1889–1973م) وهو أحد أبرز بلغاء العصر والخبراء في صناعة الفصاحة والبيان شهد بأن هذا القرآن لا علاقة له بصناعة البشر وأنه متفرد بكونه من عند الله فقال: لقد قلت في بعض أحاديثي عن نشأة النثر عند العرب.
إن القرآن ليس شعرا ولا نثرا وإنما هو قرآن له مذاهبه وأساليبه الخاصة في التعبير والتصوير والأداء.
فيه من قيود الموسيقى ما يخيل لأصحاب السذاجة أنه شعر وفيه من قيود القافية ما يخيل إليهم أنه سجع وفيه من الحرية والانطلاق والترسل ما يخيل إلى بعض أصحاب السذاجة الآخرين أنه نثر.
ومن أجل هذا خدع المشركون من قريش فقالوا: إنه شعر وكذبوا في ذلك تكذيبا شديدا ومن أجل هذا خدع كذلك بعض المتتبعين لتاريخ النثر فظنوا أنه أول النثر العربي وتكذيبهم الحقائق الواقعة تكذيبا شديدا فلو قد حاول بعض الكتاب الثائرين وقد حاول بعضهم أن يأتوا بمثله لما استطاعوا إلا أن يأتوا بما يضحك ويثير السخرية"( ).
• وتحدث سعد زغلول باشا (1273–1346هـ 1857–1927م) وهو ابن الأزهر الشريف.. وتلميذ الأفغاني (1254–1314هـ 1838–1898م) ومحمد عبده عن هذا الإعجاز القرآني فقال: "لقد تحدى القرآن أهل البيان في عبارات قارعة محرجة ولهجة واخزة مرغمة أن يأتوا بمثله أو سورة منه فما فعلوا ولو قدروا ما تأخروا لشدة حرصهم على تكذيبه ومعارضته بكل ما ملكت أيمانهم واتسع له إمكانهم.. فهذا العجز الوضيع بعد ذلك التحدي الصارخ هو أثر تلك القدرة الفائقة وهذا السكوت الذليل بعد ذلك الاستفزاز الشامخ هو أثر ذلك الكلام العزيز"( ).
• كما شهد المستشرق الإنجليزي والقسيس الأنجليكاني "مونتجمري وات" (1909–2006م) بعد خمسة وثلاثين عاما في دراسة القرآن والإسلام واللغة العربية، وبعد إنجاز دراساته العليا في الفلسفة الإسلامية وتأليفه العديد من الكتب في الإسلام وتاريخه وحضارته – شهد بأن القرآن هو وحي الله المباشر إلى محمد، وأنه الآية الإلهية المعجزة لكل البشر المستحيلة على المحاكاة والتقليد، ودعا اليهود والنصارى إن كانوا أوفياء حقا لحقيقة اليهودية والنصرانية إلى الإيمان بهذا القرآن.. كما أعلن مونتجمري وات أن التحريف قد لحق بالتوراة والأناجيل، بينما ظل القرآن محفوظا من التحريف والتغيير والتبديل..
نعم أعلن مونتجمري وات وهو القسيس ابن القسيس الذي خدم في كنائس لندن وأدينبره والقدس ذلك فقال: "إن الوحي الإسلامي لابد من تناوله بجدية".
إن القرآن صادر عن الله وبالتالي فهو وحي وليس كلام محمد بأي حال من الأحوال ولا هو نتاج تفكيره وإنما هو كلام الله وحده، قصد به مخاطبة محمد ومعاصريه، ومن هنا فإن محمدا ليس أكثر من رسول اختاره الله لحمل هذه الرسالة إلى أهل مكة أولا ثم لكل العرب، ومن هنا فهو قرآن عربي مبين.
وهناك إشارات في القرآن إلى أنه موجه للجنس البشري قاطبة، وقد تأكد ذلك عمليا بانتشار الإسلام في العالم كله، وقبله بشر من كل الأجناس تقريبا.. إن القرآن يحظى بقبول واسع بصرف النظر عن لغته، لأنه يتناول القضايا الإنسانية.
إننا نؤمن بصدق محمد وإخلاصه عندما يقول: إن كلمات القرآن ليست نتيجة أي تفكير واع منه.
إن القرآن لا ينبغي النظر إليه باعتباره نتاج عبقرية بشرية.
وإن التجربة النبوية مع الوحي يمكن إيجاز ملامحها الرئيسية فيما يلي:
1– محمد يشعر وهو في حالة وعي أن هناك كلمات بعينها تلقي في روعه أو تحضر في قلبه أو عقله الواعي.
2– وأن هذه الكلمات والأفكار لم تكن أبدا نتيجة أي تفكير واع من جانبه.
3– وأنه يعتقد أن هذه الكلمات التي ألقت في روعه من قبل مندوب أو مبعوث خارجي يتحدث إليه كَمَلَك.
4– إنه يعتقد أن هذه الرسالة قادمة من الله – تعالى – وعندما تحدى محمد أعداءه بأن يأتوا بسورة من مثل السور التي أوحيت إليه كان من المفترض أنهم لن يستطيعوا مواجهة التحدي، لأن السور التي تلاها محمد هي من عند الله، وما كان لبشر أن يتحدى الله، وليس من شك في أنه ليس من قبيل الصدفة أيضا أن كلمة "آية" تعني علامة على القدرة الإلهية وتعني أيضا فقرة من الوحي.
وعندما تمت كتابة هذا الوحي شكل النص القرآني الذي بين أيدينا..
وفي الحديث عن جمع القرآن نجد أن كلمة (جمع) قد استخدمت في آيات قرآنية مهمة:
﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ(18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾
(القيامة: 16–19)
ومن الممكن أن يكون التفسير الطبيعي لهذه الآيات: أن محمدا ما دام يتبع تلاوة ما يتلوه عليه جبريل فإن الهَ متكفل بجمع الآيات المتفرقة أو التي أوحى بها في أوقات مختلفة ليجعلها في سياق واحد.
وإذا لم يكن محمد هو الذي رتب القرآن بناء على وحي نزل عليه، فمن الصعب أن نتصور أن زيد بن ثابت (11ق.هـ – 45هـ 611–665م) أو أي مسلم آخر يقوم بهذا العمل ومن هنا فإن كثيرا من السور قد اتخذت شكلها الذي هي عليه منذ أيام محمد نفسه.
إن القرآن كان يسجل فور نزوله وقد جمع رسميا "سنة 30هـ – سنة 650م"
ولو احتفظ يهود العصر ومسيحيوه بيهوديتهم ومسيحيتهم في حالة نقاء لاعترفوا بالرسالة التي ألقاها الله غليهم عن طريق محمد تماما كما فعل ورقة بن نوفل (12ق.هـ/611م) الذي أفادت الروايات أن استجابته كانت إيجابية لمحمد...ومن هنا يمكن أن نقول إن إشارات القرآن إلى تحريف لحق اليهودية والمسيحية بصورتهما الموجودة في أيامه "أيام محمد" قول صحيح.
إن القرآن يؤكد أن الإسلام هو دين مطابق لدين إبراهيم الخالص وثمة ما يؤكد أن الإسلام كان بمثابة مستودع لدين إبراهيم في حالة نقائه الأولى( ).
هكذا شهدت ملكات الفصاحة والبلاغة والبيان وملكات الفكر والمنطق والعقلانية في المحيط العربي وخارجه من المسلمين وغير المسلمين للإعجاز القرآني المتحدي على امتداد عمر الإسلام منذ أن نزل الوحي بهذا القرآن وحتى هذا العصر الذي نعيش فيه..
فهل يصح بعد هذا أن يقول كاتب هذا المنشور التنصيري: "إن محمدا لم يأت بمعجزة"؟!
• وإذا كان مفهوم المعجزة عند كاتب هذا المنشور التنصيري هو المعجزة المادية التي كانت طابع المعجزات في الرسالات التي سبقت الإسلام والتي كانت ملائمة لطفولة العقل البشري – التي تتوق لما يدهش العقل– فإن بلوغ البشرية سن الرشد قد اقتضى تحولا في طبيعة الإعجاز فكانت معجزة القرآن عقلية تستنفر العقل للتعقل والتدبر والتفكر وتحتكم إليه وتعلي سلطانه.
ولقد كان الوثنيون جريا على المألوف في النبوات السابقة يطلبون من رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – أن يأتيهم بالمعجزات المادية وليس بالقرآن المعجزة العقلية:
﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89) وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا (93) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾
(الإسراء: 89–96) لقد كانوا يطلبون المعجزات المادية التي تدهش العقول فتشلها عن التفكير لكن رسول الإسلام قال لهم إن الله قد شاء أن تكون لمعجزته – القرآن – طبيعة خاصة وجديدة.. أن تكون معجزة عقلية تستنفر العقل وتحتكم إليه، وذلك لتناسب مرحلة بلوغ الإنسانية سن الرشد وتجاوزها مرحلة "الخراف الضالة" ولذلك كان القرآن المعجز المتحدي الذي صرف الله فيه من كل مثل..
وعن هذه الحقيقة – حقيقة تغير طبيعة المعجزة في الرسالة الإسلامية – يقول الإمام محمد عبده:
"لقد تآخى العقل والدين لأول مرة في كتاب مقدس على لسان نبي مرسل بتصريح لا يقبل التأويل.. فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلي، والنظر عنده هو وسيلة الغيمان الصحيح، فقد أقامك منه على سبيل الحجة وقاضاك إلى لعقل ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته، فالله يخاطب في كتابه الفكر والعقل والعلم بدون قيد ولا حد، والقرآن قد دعا الناس إلى النظر فيه بعقولهم، فهو معجزة عرضت على العقل وعرفته القاضي فيها وأطلقت له حق النظر في أنحائها ونشر ما انطوى في أثنائها فالإسلام لا يعتمد على شئ سوى الدليل العقلي والفكر الإنساني الذي يجري على نظامه الفطري، فلا يدهشك بخارق للعادة، ولا يغشي بصرك بأطوار غير معتادة، ولا يخرس لسانك بقارعة سماوية، ولا يقطع حركة فكرك بصيحة إلهية، والمرء لا يكون مؤمنا إلا إذا عقل دينه وعرفه بنفسه حتى اقتنع به( ) هكذا انتقلت طبيعة المعجزة إلى "كيف جديد" بعد أن بلغت الإنسانية سن الرشد، فلم تعد "الخراف الضالة" فكان القرآن معجزة عقلية ناسبت ذلك الطور الجديد.. وفارقت الطابع المادي للمعجزات الذي ناسب تلك المرحلة التي قال فيها القديس أغسطين (354–430م):
"أومن بهذا لأنه محال أو غير معقول"!! وقال عنها القديس أنسيلم (1033–1109م):
"يجب أن تعتقد أولا بما يعرض على قلبك بدون نظر فليس الإيمان في حاجة إلى نظر عقل"!!( )
حتى شاعت في ذلك "الفكر اللاعقلاني" مقولات من مثل: "اعتقد وأنت أعمى"!!
وأغمض عينيك واتبعني!!
"وإننا نصدق ونؤمن حتى ولو لم يكن ما نؤمن به معقولا"!!( ).
• ثم إن هذا الطابع العقلي لمعجزة القرآن الكريم قد واكب ولبى احتياجات كونه المعجزة الخاتمة والخالدة التي ستواكب تقدم الإنسانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
• كما حقق – وللمرة الأولى – في تاريخ المعجزات اتحاد الرسالة بـ"الإعجاز" وذلك بعد أن كانت "كتب الدين" في الرسالات السابقة – منفصلة عن المعجزات المادية التي أظهرها الله على أيدي المرسلين.
وإذا كان التحدي – في رسالة الإسلام – قد وقع بالإعجاز القرآني دون سواه، فإن جمهور علماء المسلمين يؤمنون بأن رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – قد أظهر الله على يديه الكثير من المعجزات المادية التي لم يقع التحدي بها.
ولقد تضمن النص القرآني المحكم والقطعي الدلالة والثبوت الحديث عن معجزة مادية كبرى أظهرها الله على يد رسول الإسلام وتم بها الامتحان والاختبار والتحدي لأهل مكة وهي معجزة الإسراء بالرسول – صلى الله عليه وسلم – من المسجد الحرام – مكة – إلى المسجد الاقصى المقدس، ثم العودة بإعجاز خارق للقوانين المعتادة في مثل هذه الرحلات:
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (الإسراء: 1)
كما تحدث القرآن الكريم عن معجزة مادية أخرى بالغة في إعجازها – أظهرها الله على يدي رسول الإسلام وهي معجزة العروج به إلى السماوات العلى في ليلة الإسراء:
﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (Cool فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ (النجم: 1–18)
نعم لقد أظهر الله على يدي رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – آيات معجزات مادية كبرى لكن ظل التحدي فقط بالمعجزة العقلانية، معجزة القرآن الكريم، لأنها الحجة الدائمة أبدا للرسالة الخالدة أبدا، والتي لا يقتصر إعجازها وتحديها على عصر ظهورها، ولأنها الجامعة "للرسالة" و"للإعجاز" جميعا.. ولأنها الجامعة للهدى في الدنيا وفي الآخرة ولصناعة الإنسان السوي والمجتمع السوي عبر الزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
تلك هي حقيقة معجزة محمد – صلى الله عليه وسلم – التي غفل عنها أو تغافل كاتب هذا المنشور التنصيري عندما قال "إن محمدا لم يأت بمعجزة".
وكما كان هدف هذا المنشور التنصيري من وراء نفي العصمة عن الأنبياء والمرسلين وادعاء سقوطهم في الخطيئة والزعم بأن رسول الإسلام – صلى الله عليه وسلم – لم يأت بمعجزة..
كما كان الهدف من وراء تنقيص الأنبياء والمرسلين هو إبراز فرادة وتفرد المسيح – عليه السلام – وصولا إلى تأليهه بدعوى أنه "الوحيد الكامل كمالا مطلقا بلا أي خطية فعلية أو أصلية، فهو غير مولود وارثا لطبيعة الخطية الأصلية من أبينا آدم".
كما كان هذا هو الهدف من وراء "تنقيص الأنبياء والمرسلين" لإفراد المسيح بالكمال المطلق كانت مقاصد هذا المنشور التنصيري من وراء بخس الأنبياء والمرسلين حظوظهم في المعجزات لإبراز تفوق المسيح عليهم جميعا في كم المعجزات وكيفها!
ففي الصفحات 22–25 يسرد هذا المنشور التنصيري أربعة عشر إعجازا يقول إن المسيح قد تفرد بها وأن عددها وطبيعتها تدل على الطبيعة الإلهية للمسيح، ومن هذه المعجزات: إحياؤه الموتى، وشفاؤه المرضى، وعلمه للغيب إلخ.. إلخ ونحن في الرد على دعاوى توظيف معجزات المسيح – عليه السلام – لتأليهه، ودعاوى تفرده في الإعجاز كيفا وكما نقول:
إن المعجزة هي علامة وآية خارقة للعادة يظهرها الله – سبحانه وتعالى – على يد مدعي النبوة والرسالة لتقوم دليلا معجزا على صدق دعوته يتحدى بها الرسول الذين لا يصدقون دعوته ورسالته.
وواحدة من هذه المعجزات تكفي للبرهنة على صدق الرسول، أما كثرة المعجزات فلها علاقة بمستوى التكذيب لدى القوم، ومستوى الغلظة التي هم عليها، ولا علاقة لكثرة المعجزات بمستوى التكريم للرسول ولا بمنزلته، و إلا فمعجزات موسى – عليه السلام – أكثر في العدد والإدهاش من معجزات أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
ومن معجزات موسى التي استدعتها غلظة قلوب بني إسرائيل وعتو فرعون:
1– إنقاذه من الذبح وهو وليد. 2– وإنقاذه من الغرق في اليم. 3– وإيحاء الله إلى أمه.
4– وإرجاعه إلى أمه لترضعه. 5– ونجاته من فرعون. 6– وتجلي الله له. 7– وتكليم الله إياه.
8– والعصا التي أصبحت حية تلقف ما صنع الساحرون، وإحياء العصا أبلغ من إحياء الميت.!
9– وفلق البحر له ولبني إسرائيل كالطود العظيم. 10– وهلاك فرعون وملئه. 11– ونتوء الجبل.
12– والتقلبات التي حدثت ليده. 13– وإنزال المن والسلوى له ولمن معه.. إلخ.. إلخ
• ومثل كثرة المعجزات على يد رسول من الرسل، كثرة الرسل في قوم من الأقوام ليست علامة تكريم للقوم ورفعا لشأنهم بقدر ما هي دليل على غلظة قلوبهم وكثرة خروجهم على هدي الشريعة الإلهية كما هو الحال في بني إسرائيل، فكثرة المعجزات ككثرة الرسل في قوم من الأقوام هي ككثرة القوانين في مجتمع من المجتمعات ليست دليلا على الامتياز بقدر ما هي دليل على غلظة القوم وكثرة عصيانهم وخروجهم على الهدي والقانون.
• لقد قال المسيح – عليه السلام – عن يوحنا المعمدان – عليه السلام –: "الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان"...ومع ذلك فليس ليوحنا المعمدان معجزات!.
• ولقد كان إحياء المسيح الموتى إعجازا من الله بإذن الله وأعظم منه في الإعجاز، تلك الحياة التي دبت في عصا موسى حتى صنعت المعجزات.
• وإذا كان المسيح – عليه السلام – قد أشبع الجوعى بمعجزة من الله، فإن موسى – عليه السلام – قد أطعم بني إسرائيل المن والسلوى بمعجزة من الله – الخروج 16: 4–31.
• وأعجب من معجزة المسيح شفاء الأبرص.. معجزة موسى عندما أخرج يده من جيبه سليمة صحيحة ثم أدخلها في عبه فلما أخرجها إذا هي برصاء بيضاء كالثلج فلما رده إلى عبه مرة أخرى ثم أخرجها إذا هي صحيحة سالمة.
• وكذلك معجزة اليشع – اليسع – الذي جاءه نعمان رئيس جيش ملك آرام ليشفيه من البرص فطلب منه اليشع الاغتسال في نهر الأردن سبع مرات متتالية فبرئ من البرص فور فعله لذلك.
• ومعجزة تشكيل عيسى من الطين كهيئة الطير ثم النفخ فيها لتصبح حية بإذن الله أعجب منها تحول عصا موسى وهي كما هي دون تشكيل إلى حية تسعى وتلقف ما صنع الساحرون.
• ومعجزة عيسى إحياء الموتى بإذن الله لها نظائر مثلها وأكثر منها وأسبق في معجزات أنبياء بني إسرائيل فالنبي إيليا ،إيلياس، تخبره امرأة بقرية صرفة بموت ولدها فيرده "إيليا حيا معافى ويقول للمرأة انظري ابنك حي"!
• وأعجب من هذه المعجزة معجزة اليشع – اليسع – الذي بشر المرأة الشوغية بمولود تلده ويكون في حضنها في مثل هذا الوقت من العام القادم ولما تحققت هذه المعجزة وكبر الولد ومرض ومات سافرت المرأة إلى اليشع وأخبرته بموت ولدها فجاء إلى قريتها وأحيا الولد بإذن الله.
• ومثل هذه المعجزات – إحياء الميت – قصة ذلك الميت الذي كان يحمله أهله في النعش ليدفنوه، فلما أبصروا الغزاة قادمين ذعروا وألقوا الميت فسقط على قبر النبي "اليشع" وبنص العهد القديم الذي يؤمن به النصارى فلما مس جسد الميت عظام اليشع عاش وقام على رجليه! – سفر لملوك الثاني 13: 21 – أي أن اليشع قد أحيا الموتى وهو ميت!! فكان في المعجزات أبلغ وأكثر إدهاشا من المسيح – عليه السلام!
• ومعجزة المسيح تكثير الطعم القليل أسبق منها وأعجب ما صنعه اليشع عندما جاءته امرأة من بني الأنبياء كان زوجها تقيا، فسألته ماذا تفعل وهي فقيرة لا تملك سوى قطرات قليلة من الزيت، مع المرابي الذي يطالبها بسداد الدين الذي عليها، فطلب منها اليشع أن تذهب فتستعير من جميع الجيران كل ما لديهم من الأوعية الفارغة، وقال لها: ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك وصبي في جميع هذه الأوعية زيتا ثم قال لها اليشع "اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك وعيشي أنت وبنوك بما بقى"! – سفر الملوك الثاني 4: 7.
• ومثل هذه المعجزات كذلك ما صنعه اليشع بالأرغفة العشرين عندما أمر خادمه أن يقدمها طعاما للشعب ليأكلوا منها فلما قال له الخادم:- – ماذا؟! هل أجعل هذا أمام مائة رجل؟!
– قال للخادم: أعط الشعب ليأكلوا لأنه هكذا قال الرب: ياكلون ويفضل عنهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب. سفر الملوك الثاني 4: 42، 43.
• وأعجب من ذلك في الإعجاز والإدهاش ما صنعه النبي إليا – "إلياس" – مع المرأة في قرية صرفة عندما طلب منها طعاما وشرابا إبان القحط والجفاف فلما أخبرته بأن كل ما في بيتها لا يتعدى ملء كف من دقيق، بشرها بأن ما عندها لن ينفد أبدا، وسيكفيها وأسرتها ثلاثة أعوام حتى يجئ المطر فتحققت المعجزة. سفر الملوك الأول 17: 4–6.
• ومثل هذا وأعجب معجزة "إليا" – "إلياس" – الذي كانت تأتيه الغربان بقوته، وتطعمه في اليوم مرتين، فتأتيه بخبز ولحم صباحا، وتأتيه بمثلها مساء، ويشرب من ماء النهر. سفر الملوك الأول 13: 4–6.
• وعندما هرب إلياس من ملك الإثنيين مخافة أن يقتلوه ونام في مكان مهجور في انتظار الموت من شدة الجوع والعطش "إذا بملاك مسه وقال: قم وكل لأن المسافة كثيرة عليك فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهارا وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ودخل هناك المغارة وبات فيها. سفر الملوك الأول 19: 5–9( ).
***
ففي هذه المعجزات وأمثالها لأنبياء كثيرين من الذين بعثوا في بني إسرائيل والتي ورد ذكرها في الكتاب المقدس الذي يؤمن به النصارى فيها ما هو أعجب من معجزات المسيح – عليه السلام – ومع ذلك لم يقل أحد – حتى من النصارى – بألوهية الأنبياء الذين تفوقوا على المسيح في هذه المعجزات.
فلا المسيح قد تفرد بالإعجاز ولا كثرة الإعجاز وإدهاشه دليل على ألوهية من ظهرت على يده هذه المعجزات.
إن كثرة المعجزات وشدة إدهاشها لا علاقة لها بتفاضل مراتب الأنبياء والمرسلين، وإنما هي تابعة لغلاظة قلوب القوم الذين بعث فيهم هؤلاء الأنبياء ثم إنها جميعا خلق الله الواحد الأحد الذي خلقها وأظهرها تأييدا لعباده الأنبياء والمرسلين.
وهكذا سقطت حجة كاتب هذا المنشور التنصيري التي توسل بها لتأليه المسيح – عليه السلام – عن طريق دعوى تفرده وتميزه في المعجزات وعن طريق تنقيص الأنبياء والمرسلين في العصمة والإعجاز.

وأخيـــــراً
فلقد توسل كاتب هذا المنشور التنصيري بالكذب والتدليس ليصل إلى مقاصده في إثبات عقائد النصارى في تأليه المسيح وصلبه وقتله على الصليب، وفي سبيل ذلك كذب ونسب إلى الإمام الفخر الرازي رفضه فكرة إلقاء الشبه – شبه المسيح – على يهوذا:- ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ (النساء: 157)
لأن ذلك:- أ – يفتح الباب للسفسطة. ب – ويضيع الثقة في الإجراءات مثل "النكاح والطلاق والمِلك"
جـ – ويطعن في التواتر وذلك يوجب القدح في جميع الشرائع والسنن التي نقلت للأجيال التالية: أ.هـ
وفي هذا الذي نسبه الكاتب إلى الرازي كذب وتدليس، فالرازي قد أورد هذا الذي ذكره الكاتب في صيغة "الاعتراض المفترض" الذي قد يذكره البعض.. ثم أجاب عليها ناقضا إياه ورافضا له وذلك عندما قال تحت عنوان:- والجواب:-
"إنا نقول: إن تواتر النصارى ينتهي إلى أقوام قليلين لا يبعد اتفاقهم على الكذب"( ) فينفي الرازي أن يكون هناك تواتر فيما قاله النصارى عن صلب المسيح وقتله، ثم يعود الرازي فيقطع في تفسيره لقول الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾ (النساء: 157، 158)
يقطع "بان الله ، تعالى ، أخبر أنهم شاكون في أنه هل قتلوه أم لا، ثم أخبر محمدا بأن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه"
• وانطلاقا من هذا اليقين بأنهم لم يقتلوه أورد الرازي مذاهب العلماء:
1– مذاهب الذين قالوا: "إن اليهود لما قصدوا قتله رفعه الله إلى السماء".
2– ويذهب الذين قالوا إن الله قد ألقى شبهه على إنسان آخر مع تعدد الآراء فيمن كان هذا الإنسان الذي ألقي عليه الشبه( ).
لتكون خلاصة رأي الرازي في قضية الصلب والقتل هما:
"أن اليقين حاصل بأنهم ما قتلوه".
• ولقد كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس في حديثه عن رأي الرازي في تحريف اليهود للتوراة وذلك عندما أورد ما ذكره الرازي عن تواترها وأن التشكيك في التواتر يفتح الباب للسفسطة ويضيع الثقة في الشرائع والمعاملات.
كرر الكاتب هذا الكذب والتدليس عندما وقف عند "الاعتراض" الذي أورده الرازي ولم يشر إلى رد الرازي على هذا الاعتراض وتفنيده له!!
ففي تفسير الإمام الرازي لقوله تعالى:- ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾ (المائدة: 41)
قال: "إنهم سماعون للأكاذيب التي كانوا ينسبونها إلى التوراة( ) كانوا يحرفون الكلم عن مواضعه( ) فكانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر( ):- ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ (البقرة: 79)
ثم خلص الرازي إلى أن اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف "التحريف اللفظي" بإخفاء ألفاظ واستبدالها والتحريف المعنوي بالتأويلات الفاسدة التي تخرج النصوص عن معانيها ومقاصدها..
انتهى الرازي إلى ذلك عندما علل استخدام القرآن الكريم في سورة النساء لتعبير:-﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ ﴾
واستخدامه في سورة المائدة تعبير:- ﴿ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾
فقال: "لقد ذكر الله هنا في النساء عن مواضعه وفي المائدة
"من بعد مواضعه" والفرق:أنا إذا فسرنا التحريف بالتأويلات الباطلة فهنا قوله:﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾
معناه: أنهم يذكرون التأويلات الفاسدة لتلك النصوص وليس فيه بيان أنهم يخرجون تلك الألفاظ من الكتاب، وأما الآية المذكورة في سورة المائدة: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ﴾ فهي دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة وكانوا يخرجون اللفظ أيضا من الكتاب فقوله: ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ ﴾ إشارة إلى إخراجه من الكتاب( ) فالرازي يقطع بأن المسيح – عليه السلام – لم يصلب ولم يقتل، كما يقطع بأن اليهود قد حرفوا التوراة بكل ألوان التحريف – التحريف في الألفاظ، والتحريف في التأويلات الباطلة، وذلك على عكس الكذب والتدليس الذي نسبه كاتب هذا المنشور التنصيري إلى هذا الإمام العظيم فخر الدين الرازي عندما اقتطع من كلام الرازي "الاعتراض – المفترض" ولم يذكر جواب الرازي على هذا الاعتراض( ).
• وكما كذب كاتب هذا المنشور التنصيري ودلس فيما افتراه على الإمام الرازي، كذلك صنع فيما نسبه إلى الإمام البيضاوي، وذلك عندما صور لقارئه أن البيضاوي لا يتبنى نفي صلب المسيح وقتله، وإنما يقول إن كيد اليهود ذهب وطاش إذ عاد المسيح حيا ورفعه الله إليه.
فكأن البيضاوي وفق هذا الكذب والتدليس يعترف بأن المسيح قد قتل، ثم عاد حيا بالقيامة:
ونحن نقول إن هذا الذي ادعاه هذا الكاتب على الإمام البيضاوي هو كذب صراح وافتراء بواح فالبيضاوي في تفسيره لآية سورة النساء 158﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾
يقول: "روى أن رهطا من اليهود سبوه وأمه فدعا عليهم فاجتمعت اليهود على قتله، فأخبره الله تعالى بأنه يرفعه إلى السماء، فقال لأصحابه: أيكم يرضى أن يلقى عليه شبهي فيقتل ويصلب ويدخل الجنة"؟ فقام رجل منهم فألقى الله عليه شبهه فقتل وصلب.
وقيل: كان رجلا ينافقه فخرج ليدل عليه فألقى الله عليه شبهه فأخذ وصلب وقتل وقيل: دخل طيطانوس اليهودي بيتا كان فيه "المسيح" فلم يجده وألقى الله عليه شبهه فلما خرج ظن أنه عيسى فأخذ وصلب.
وأمثال ذلك من الخوارق التي لا تستبعد في زمان النبوة فوقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول.
"بل رفعه الله إليه": رد وإنكار لقتله وإثبات لرفعه( ).
فالبيضاوي يثبت كل الروايات التي تتحدث عن إلقاء شبه المسيح على رجل آخر غيره.. وأن القتل والصلب إنما كان لغيره ويقطع بأن رفعه إلى الله هو "إنكار لقتله" ومن ثم فهو البيضاوي يرفض وينكر عقائد المسيحيين في الصلب والقتل لعيسى عليه السلام.. الأمر الذي يقطع بتعمد كاتب هذا المنشور التنصيري للكذب على علماء الإسلام والتدليس فيما ينسبه إليهم!
• وكما كان البيضاوي واضحا وحاسما ككل علماء الإسلام في نفي الصلب والقتل عن المسيح عليه السلام كان واضحا وحاسما في القطع بان اليهود قد حرفوا التوراة فقال في تفسيره لآية سورة المائدة: 13
﴿ فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ﴾
قال "هذا بيان لقسوة قلوبهم فإنه لا قسوة أشد من تغيير كلام الله سبحانه وتعالى والافتراء عليه
و"نسوا حظا مما ذكروا به"
وتركوا نصيبا وافيا من التوراة والمعنى أنهم حرفوا التوراة وتركوا حظهم مما أنزل عليهم فلم ينالوه.( )
هكذا قال الإمام البيضاوي.. لكن كاتب هذا المنشور التنصيري الذي كذب ودلس على البيضاوي في موضوع صلب المسيح وقتله، صمت عن موقف البيضاوي إزاء تحريف اليهود للتوراة!!
• وكذلك صنع هذا الكاتب عندما صمت عن رأي الإمام الرازي في تحريف النصارى للإنجيل!! كما حرف اليهود التوراة..
فلقد قال الإمام الرازي في تفسيره آية المائدة: 14:-﴿ وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ﴾ – قال: "المراد أن سبيل النصارى مثل سبيل اليهود في نقض المواثيق من عند الله فتركوا الكثير مما أمرهم الله تعالى به"( )
فهل يمكن أن يكون هذا الكذب والتدليس هو الخلق اللائق بمن ينتسب إلى المسيح عيسى ابن مريم – عليه السلام؟! أم أنها المكيافيلية لبست لبوس المنصرين؟!
• إن كاتب هذا المنشور التنصيري لو وقف عند تقرير عقائده والدفاع عنها لقلنا: هذا حقه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ولكنه تجاوز هذا الحق إلى محاولات اختراق القرآن الكريم لقسره على ان يشهد للعقائد النصرانية التي يرفضها من مثل تأليه المسيح وصلبه وقتله.
كما تعمد "تنقيص" الأنبياء والمرسلين بنفي العصمة عنهم ونفى المعجزة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ali195abdalla.yoo7.com
 
(3) حول العصمة.. والخطيئة.. والمعجزات د.محمد عمارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدكتور محمد عمارة وأساس الفتنة في مصر هو شنودة
» رد قوي من د. محمد عمارة على فتوى الشيخ علي جمعة بجواز قتل المتظاهرين
»  تقـــــــرير علمــــــــــــي الأستاذ الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية ( الجزء الاول )
» كشف محمد البرادعي:أني بإستقالتي الأخيرة اكتشفت بعد فوات الأوان أن نظام مبارك مازال يحكم مصر و للأسف الرئيس محمد مرسي كان معه حق إنها دولة عميقة".
»  شلتوت ، محمود بن محمد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدي الإخباري الإسلامي :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: